النجارة التقليدية، هي من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان، وتعود جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ، وتحديدًا إلى العصر الحجري القديم قبل آلاف السنين. منذ أن اكتشف الإنسان الخشب، أدرك قيمته كمادة قابلة للتشكيل تلبي احتياجاته الأساسية.
لا يوجد تاريخ محدد لبداية النجارة، فقد تطورت تدريجيًا. في البدايات، استخدم الإنسان الخشب في بناء المساكن البدائية، صنع الأدوات، وحتى الأسلحة.
شهدت الحضارات القديمة، مثل المصرية القديمة وبلاد ما بين النهرين، تطورًا كبيرًا في هذه الحرفة. استخدم المصريون القدماء الخشب ببراعة في صناعة التوابيت الفاخرة، الأثاث الراقي، والقوارب الكبيرة، مما يدل على تقنيات متقدمة في التعامل مع الخشب.
تطورت أدوات النجارة من الحجر إلى المعادن مثل المناشير والأزاميل، ومع ظهور الكهرباء، ظهرت الآلات الحديثة التي سرعت العمل. لكن النجارة التقليدية ما زالت تحتفظ بروحها التي تعتمد على المهارة اليدوية والفن في تحويل قطعة الخشب إلى عمل فني ووظيفي.